كان الشاعر حسن فتح الباب متعدد المواهب، لم يكن شاعراً فقط، ولم يكن ناقداً فقط، ولم يكن باحثاً في القانون الدولي فقط، ولم يكن باحثاً استراتيجياً فقط، بل كان كل ذلك معاً بقوة وفهم عميق، وكان أستاذاً في كل ذلك. وكان أكثر ما يجذب النظر في كل ذلك انه محباً بل عاشقا للمواهب الجديدة ومشجعا لها. كان شاعراً عملاقاً، لم يتوقف فقط عند الشعر العربي التقليدي الذي اعتدناه بل انطلق بكل قوة إلى عالم الشعر الحر، فكان مجدداً بكل معنى الكلمة، حتى وصف بأنه من أهم رواد الشعر الحر ومن مؤسسيه.
أما ما قاله في مناسبات شتى فكان أشبه بحكم القاضي الذي أمضى وقت الطويل في بحث جوانب القضية المعروضة أمامه، كان ذلك في أقواله في الأدب أو القانون أو غيره من الجوانب المتعددة التي تناولها وكانت حيثيات حكمه بنفس القوة التي يستند بها في جوانب حيث حتى إنك لا تستطيع التمييز بين الفلسفة التي تدير حياته والنتائج التي تسيطر على تطورات خطوات احداث الحياة نفسها. ويتبلور ذلك المقدمة التي كتبها والذي تعد احدى صور العبقرية التي تميزت بها حياته. ويؤكد ذلك أيضًا التناقض الرهيب الذي عاش به في معظم سنوات عمله والتي عمل فيها ضابطا للشرطة وأرقت ليال نومه والمجهود الذي يبذله طوال يومه حتى يكون رجل العدالة الاجتماعية والمساواة الحقيقية بين كافة الناس. وخرج من كل هذا بأحلى قصائد الشعر التي كتبها عبر سنوات حياته وسببـت له المتاعب العديدة مع قيادته الشرطية والتي كانت أبسط بنودها نقله الدائم إلى مستنقعات الحياة حيث كان يحرم دائما من الحياة الطبيعية مع أبنائه وبناته وأسرته. وقال الدكتور حسن فتح الباب في هذه المقدمة
ماذا يقول الدكتور حسن فتح الباب في مؤلفاته التي زادت عن الخمسين؟ إنها تقدم للقارئ معرفة واسعة وعلم غزير وصورة واقعية تبرز عبقرية شاعر خلاق ونقد رائع وبحس فذ. وتدل عناوين هذه المؤلفة وحدها على اهمية ما تناولته ومضمونها وروعة ما ضمته من معرفة وعلم واستكشاف لغد مشرق وحاضر واضح وماضي محدد المعالم. وضمت هذه المؤلفات 21 ديوان شعر 12 كتاب في النقد الأدبي وثلاث مسرحيات شعرية وكتاب في أدب الرحلة وكتابان في السيرة الذاتية وكتاب قانون وكتب شرطة و7 كتب دينية ومختارات شعرية مترجمة من اللغات الأجنبية كما ترجمت العديد من قصائده، ومؤلفات في الحضارة العربية الإسلامية وفي القانون الدولي والعلوم السياسية.
حصل الشاعر حسن فتح الباب على العديد من الجوائز منها
جائزة المجلس الأعلى للآداب والفنون بالاشتراك مع وزارة الثقافة عام 1975 عن ديوانه ”حبنا أقوى من الموت“ المستوحاة من ملحمة أكتوبر
“جائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين لإبداع الشعر عام 1992 عن ديوانه ”احداق الجياد
رشحه اتحاد كتاب مصر لجائزة الدولة التقديرية عام 2001
منحه اتحاد الكتاب العرب جائزة القدس في أكتوبر 2001
منحه اتحاد كتاب مصر جائزة التميز عام 2007
كانت حياة الشاعر الكبير د. حسن فتح الباب مليئة بـالأحداث المثيرة، قاسية أحيانا، وحالمة في بعض جوانبها لذلك كان من الصعب وصفها بأنها أحداث لرجل مستقر له طريق ذات اتجاه واحد الذي جعله متعدد المواهب .. شاعر.. ناقد .. عقلية ذات اتجاه أكاديمي.. باحث علمي.. محلل سياسي.. باحث في مجال الجريمة والمخدرات والقانون الدولي.. وأثمر كل ذلك الزخم أراء متعددة الأوصاف، متناقضة أحيانا، وذات شكل هرمي وكأنه بناء صمم من اجل بيت واحد متناسق ودقيق التكوين. لكنه في النهاية رأي قاله صديق أو مخالف في الرأي أو ناقد لهفي الخلاف مكسب ما
كانت مشاعر الدكتور حسن فتح الباب مشاعر فياضة تغزو كافة المجالات التي يعبر من خلالها الانسان بكافة مراحله منذ الطفولة وحتى الشيخوخة. فالإنسان عند شاعرنا له مقام عظيم، لذلك نجده يتغنى بشعره لأبنائه وأحفاده وكل من ترك بصمة في حياته أو حياة الوطن. فمنذ ميلاد ابنته الكبرى وهو يعرض مشاعره الفياضة حتى ميلاد آخر حفيد.
اقترن الشاعر برفيقة حياته السيدة ابتسام يوسف أستاذة الموسيقى، وله ثلاثة أبناء
كانت حياة الشاعر حسن فتح الباب ثرية بالأحداث المرتكزة على المعرفة والعلم القائم على التطور النابع من القواعد التاريخية الصادقة والرؤية المستقبلية الثاقبة. كان للصورة موقع فعال في هذه الأحداث تجسد من خلالها خطوات هامة توضح معالم المستقبل والحاضر والماضي.
للتواصل مع أهل وذوي اللواء الشاعر د. حسن فتح الباب برجاء الاتصال بالارقام التالية أو أترك رسالتك